الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
▪️مرحبا بكم في المسيد بأم ضوا بان، وأشكركم على هذه الزيارة الكريمة .
كما أشكركم على حرصكم على الحضور في هذ البقعة التي تبركت بخدمة المجتمع ، ونفع الناس منذ نحو قرنين من الزمان .
وأرجو أن تنقلوا عنا في نداء أهل السودان للوفاق الوطني وعن شعب السودان خالص التقدير والتحيات لحكوماتكم الموقرة وشعوبكم الصديقة .
▪️تعلمون سعادة السفراء بأن قطاعات واسعة من شعبنا وخاصة الشباب قد خرجوا في ديسمبر 2018 يبتغون تغييرا نحو الأفضل ، ويحلمون بأن يروا بلادهم الغنية بمواردها أحسن رشدا وحرية وديموقراطية ، وكرامة وعيشة هنية وسلاما اجتماعيا وتنمية وخدمات .
غير أن تعسرا قد أصاب الفترة الإنتقالية أجل بل بدد كثيرا من الآمال .
ولما تعسرت الخطى في الطريق نحو الديمقراطية، وضاق بالناس العيش ، والأخطر من كل ذلك أن دماء شبابنا الغالية ما زالت تسيل ، وما أغلى أرواح الشباب الذين يدخرهم كل مجتمع لتطلعاته في التنمية والبناء والتقدم .
كما إن الأحوال كلها تنذر بغير ما أراد الشعب وهو يسعى نحو التغيير .
ومع ذلك استحالت العلاقة بين شركاء المرحلة الإنتقالية إلى صراعات دامية أفضت إلى حالة من عدم الاستقرار .
▪️ماكان لقادة المجتمع أن يظلوا متفرجين وهم يرون النذر والمخاطر تحيط ببلادهم وشعبهم،
ولهذا جاء نداءنا لأهل السودان للانتظام في حوار سوداني جامع لكل مكونات الوطن السياسية والاجتماعية والمهنية والقبلية والشخصيات العامة .
▪️حوار تقدم فيه مصلحة الوطن فوق كل حسابات الكسب والحظوظ الخاصة .
▪️حوار يجمع كلمة السودانيين على ما يعيد الأمل لأحلام الشباب الموؤدة .
▪️حوار يبلور خارطة طريق لإدارة متبقي المرحلة الإنتقالية بما يفضي إلى انتخابات ديموقراطية تعددية حرة ونزيهة وشفافة يختار فيها الشعب قيادته وتتوفر لها معايير وضمانات النزاهة المعروفة دوليا.
▪️كما نؤمل أن يتوافق أهل السودان عبر الحوار على المهام والأولويات والوضع الدستوري لحكومة المرحلة الإنتقالية ذات المهام المحدودة والأجل الذي ما ينبغي أن يتطاول إلا بما يسمح فقط بإنجاز الانتخابات حتى تتوفر للسلطة الشرعية الحقيقية ويتهيأ للبلاد أسباب الاستقرار .
▪️لعلكم تعلمون سعادة السفراء والدبلوماسيين بأن المسيد الصوفي ظل يطلع منذ قرون طويلة بمهام تعليمية وتربوية وارشادية ، فهو أول مؤسسات التعليم وأكثرها بذلا لخدماته خاصة للفقراء وأهل الريف .
▪️كما إن مسايد التصوف هى بذرة تأسيس المدن والحواضر السودانية ، غالب المدن السودانية قامت على نواة مسيد صوفي أسس نواته أحد أعلام التصوف ثم قدم اليه الناس حتى صار مدينة ، هكذا تأسست مدن الخرطوم وبحري وأم درمان ومدني والأبيض والدامر وكسلا والدبة ومعظم الحواضر السودانية .
▪️وقد ظل المسيد يطلع بواجبات إصلاح ذات البين وفض النزاعات وطى الخلافات بين الأفراد والأسر والقبائل بل وعلى مستوى الوطن .
▪️كما ظل المسيد الصوفي موطن ثقة الناس ، فالطريقة الصوفية الواحدة تجمع الناس على اختلاف أحزابهم وولاءاتهم السياسية والقبلية والإثنية والطبقية .
▪️من يقرأ تاريخ وحاضر التصوف في السودان يدرك بأنه ما كان يوما منطويا على خاصة مهمته الإرشادية والروحية والتعليمية فحسب، ولا منعزلا عن الهم والشأن العام ، بل ظل حاضرا وفاعلا وقائدا في الهم الوطني العام .
▪️أهل الطريق الصوفي هم من جمعوا القبائل لتأسيس السلطنة الزرقاء التي إستمرت لثلاث عقود .
▪️أهل الطريق الصوفي هم من أشعلوا الثورة المهدية انطلاقا من المسيد في نهايات القرن التاسع عشر ، حتى سماها الاستعمار تهكما (بثورة الدراويش ) ، وقد انتظم مئات القادة المتصوفة في قيادة الثورة المهدية ، ومنهم جدي الشيخ العبيد ودبدر وجدي الشيخ العباس الذي حاصر الخرطوم حتى أسقط الاستعمار في 1885.
▪️إن نداء أهل السودان للوفاق الوطني قد انتظم فيه غالب المجتمع السوداني أحزاب وطرق صوفية وقبائل ومهنيين وشباب ونساء وغيرهم .
وهو بإذن الله تعالى بالغ ما أراد عبر الحوار بين الفرقاء السودانيين.
▪️إننا نتطلع إلى دعم حكوماتكم ومنظماتكم الدولية والإقليمية لشعب السودان في هذه المرحلة الحرجة حتى يعبر إلى آفاق حكم رشيد مستقر ، ليكون عضوا فاعلا في الأسرة الدولية ، يمد يده بالخير للتعاون مع الجميع على قاعدة الإحترام وتبادل المنافع والمصالح دون وصاية أو انتهاك للسيادة الوطنية.
▪️إن شعب السودان المسالم المحب لجيرانه وللانسانية كافة سيحفظ للأصدقاء مؤازرته وعونه من أجل فترة انتقالية آمنة وسلسة تنتهي لحكم ديموقراطي راشد .
▪️بناء على ما سبق يسرني أن أوجه لكم الدعوة لشهود مؤتمر المائدة المستديرة للحوار السوداني في يوم 13, 14 من هذا الشهر .
▪️الشكر لكم مجددا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
