¤ صحيح شغلت الاحالات والترقيات والتغييرات في الموسسة العسكرية ، مؤخرا والتي اعلنها القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول عبد الفتاح البرهان الراي العام.. لكن الحدث الاهم – في تقديري – هو تعزيز الثقة في رئيس هيئة الاركان الفريق اول محمد عثمان الحسين.
¤ قد تذهب اراء الى تفسير ابقاء الجنرال وهو اقدم ضباط الجيش الأن ، جاء على خلفية انه والبرهان ، ” اولاد دفعة” – (31) – وفي اكتوبر المقبل سيكملان اربعون عامأ في الخدمة .. ولعل هذا هو السبب الرئيس الذي دفع الغرفة الخاصة القائمة على تنظيم ملفات الضباط، على الاشارة على البرهان بالاحتفاظ بالحسين.
¤ الجنرال القديم – وهي صفة لها دلالات عميقة وعظيمة عند العسكريين ،بعكس المدنيين .. يملك خبرة كبيرة ، وعمل في مؤسسات عسكرية فاعلة .. نعم تلعب الثقة والتي تأتي بعد الخبرة كعوامل اسهمت في استمرار الحسين في ارفع منصب بعد قائد عام الجيش.
¤ حزمة من الاسباب كانت تستوجب ان يستمر الحسين في منصبه .. وهو ليس باول رئيس اركان يبقى في الموقع لاكثر من عامين .. سبقه من قبل
حسان عبدالرحمن ، حاج احمد الجيلى ،عماد عدوى
وكمال عبد المعروف.. اولى الاسباب ان الحدث العاصف والذي تمثل في المحاولة الانقلابية بقيادة رئيس الاركان السابق الفريق اول هاشم عبد المطلب.. والتي تراجع عنها بمحض ارادته.. الحدث حمل الحسين للمنصب الرفيع.
¤ لكن الصدفة وحدها لا تكفي لميلاد قائد.. كانت القوات المسلحة احوج ماتكون وقتها للتماسك ووحدة الصف .. واعادة الثقة في كبار قادتها .. وهو الامر الذي نجح فيه الحسين .. لانه قد يكون وللمرة الاولى في تاريخ الانقلابات في السودان .. ان يكون المنفذ يحمل رتبة رفية جدا .. دعكم من ان يكون على قيادة هيئة الاركان.
¤ افلح محمد عثمان في تضميد الجراح .. وترتيب البيت العسكري .. ساعده في ذلك معرفته بكل الضباط دونه.. الى جانب معرفته الواسعة والدراية التامة، بطرائق تفكير القائد العام للقوات المسلحة – ابن دفعته – البرهان .. وكذلك من اسباب الاحتفاظ بكابتن الجيش في التشكيلة العسكرية ان الملعب اصبح مليئا بمليشيات وحملة سلاح وبصورة غير مسبوقة.. تستدعي التعامل بحزم عسكري وحكمة لا تخلو من تجربة في الحياة بكافة تقلباتها.
¤ فضلا عن ذلك ان القوات المسلحة ورغم عراقتها منذ اغسطس 1954 الا انها ولاول مرة تصبح مهددة في كيانها ووجودها.. لم يواجه الجيش تحدي مثل الذي يواجهه الان.. للمرة الاولى في تاريخه يمر الجيش السوداني بمرحلة مفصلية.
من دعوات لاعادة الهيكلة تستبطن في داخلها مساع للتفكيك الناعم.
¤ ذلك ان الجيش السوداني يعد من الجيوش بالمنطقة الذي فشلت كل محاولات تدميره .. جيوش نظيره في تشاد، يوغندا ، اثيوبيا ، يوغندا والصومال تعرضت للانهيار .. زحفت مليشيات من خارج عواصم تلك البلاد واستولت على الحكم وانقضت على الجيش.. حدث ذلك في افغانستان بواسطة طالبان وقي العراق على يد قوات اجنبية غازية.
¤ كما ان وجود الدعم السريع .. والذي يحاول البعض توهما او سذاجة منهم . او تملقا لقيادته ان يصنفوه بالقوة الموازية للجيش .. هذا الامر يتطلب وجود جنرال صاحب تجربة وخبرة .. وعركته المراحل المختلفة للحياة السياسية بالبلاد .. الحسين وابناء دفعته تخرجوا في السنوات الاخيرة من عمر الحقبة المايوية .. ونحديدا في اكتوبر 1982م.. بالتالي نجد نظرتهم اعمق واشمل.
¤ وحنى البرهان لو لم يكن قارئا جيدا للمشهد .. في ظل العبث والمراهقة السياسية والاستعانة بالاجنبي وفوضي حمل السلاح.. لما استطاع المحافظة على الاوضاع من الانهيار .. وإن اقتربت كذا مرة من الانزلاق في مستنقع الفوضي.. ليصبح البرهان والحسين مثل قائد الجيش الجزائري الراحل احمد قايد صالح الذي اوصل بلاده الى بر الانتخابات بعد ذهاب الرئيس بوتفليقة.
¤ ومهما يكن من امر فان التحولات التي تعيشها البلاد فان القوات المسلحة لا تنفصل منها .. وهى الاخرى تتعامل بجديه مع المتغيرات منها التعامل مع الجارة اثيوبيا.. واثبت فيها الحسين موقفا قويا يشبة القوات المسلحة.