ومـشـهـدان إثـنـان..
أحدهما مرتب بدقة
والآخر أبله بدقة
والأول هو ترتيب دخـول السفير الأمريكي الخـرطـوم… والترتيب المـدهـش الـذي يسبق الزيارة
والذي يصبح معركة مدهشة جدا تحت الأرض – بين مخابرات الخرطوم.. ومخابرات السي اي ايه…
والمخابرات الأمريكية كانت تعد كل شيء للسفير قبل وصوله
وخمسة واربعون اوخمسون وجهاً أجنبيا كلهم يجوس الخرطوم… وكلهم.. / بحس المخابرات/ يعلم أن هناك من يشعر به وكلهم يقوم بمهمة محددة في وقت معين.. ثم يتجه إلى المطار
والمجموعة الأخيرة.. تطرق باب مخابرات الخرطوم للتحية.. وللحديث عن.. من هم.. وماذا كانوا يفعلون…. وليقولوا
: نحن نعرف أنكم كنتم تشعرون بنا…. وشعوركم بنا ما كان يمنع مهمتنا فنحن.. مهمتنا كانت هي.. أن نرسم للسفير خارطة طريقه وسط عواصف السودان….
و……
والسفير الذي يطلب الإذن لزيارة غندور… وزيارة أم ضوا بان… كان يزور أسر الشهداء
والسفير يزور أسرة الشهيد مطر.. وعربة السفير تقف.. داخل الحوش…. وعربة الحراسة.. البيضاء.. تقف بحيث تحتك بالبوابة
والسفير.. نهار الخميس يجتمع بالبرهان.. ويجلسان متقابلين .. قريباً من بعضهما
والكلام بالعربي.. السوداني.. والسفير/ بهذا/ يجدد للبرهان معرفته بالسودان
والرجل سوف يلقى الشيوعي….. لكن توقيت لقاء السفير بالأحزاب … يأتي بعد مشهد مؤلم ….
………..
والثلاثاء / لما كان مصنع الإشاعات يطلق إشاعة فصل حميدتي لخمسمائة.. من قواته…. للإيحاء بعنصرية الدعم السريع…. ولما كان مصنع الإشاعات يطلق فيديو إباحيا عن مناوي ولما كان الهجوم الذي يطلب حل الجيش يتجدد…. بأمر من جهة معينة/ لما كان هذا يجري كان الوفد يدخل على
كباشي…
ويدخل.. بعد العاشرة مساء
… والوفد… كعادة السوداني عند زيارة المريض… كان يحمل معه علب الحلوى
والحلوى المشتراة من ( سوبر ماركت الأنفال) كانت فخمة… بالفعل
وكل أحد كان يلهوج الحديث…. مثلما يفعل من يحاول إخفاء الغرض الحقيقي للزيارة…. وكل أحد ينتظر جملة تفتح الباب
والباب.. من تحت غمغمة مضغ البسكويت… مع رشفات الشاي والقهوة… يفتح…
والجملة الأولى تجعل الآخرين.. يصمتون
قال هذا.. يحدِّث الكباشي
:: نتعامل…. أقصد نتعاون.. ( كان واضحاً أنه قد حفظ حديثا معينا)… نتعاون.. معكم…
صمتوا.. وكل أحد يزن ما يسمع
قـال هـذا:: نتعاون في أي انتقالية.. توافـقـون أنتم عليها…
صمت…
قال هذا.. بنغمة من يخشى الرفض..
:: ونطلب ثلاث وزارات…. فقط …
الكباشي لم يقل شيئاً..لكنه/ لا بد/ قد لاحظ عدم وجـود الـبـعـث.. والمـؤتـمـر السوداني
والرجل الذي يتلقى التقارير الساخنة كان يعلم أن البعث والمؤتمر السوداني كانوا قد (ختوه قرض) مع من يجلسون أمامه الآن…
الجالسون أقلقهم أن الكباشي لم يرد.. ولأن السكوت هنا مخيف فإن المتحدث مضى يقول للكباشي…
:: ونطلب إعادة لجنة التمكين…
والنظرة في.. عيون الكباشي تجعله يسرع بقوله ::…. لجنة تمكين… بوجوه جديدة….
وصمت…
وقال. :: لكن برئاسة من قحت….
وكأنه يقدِّم اعتذارا .. قال
: : .. حاجة نمشي بها في الشارع…
المتحدث.. وكأنه يجمع السمح والكعب في ركام واحد
يقول
ونحنا وإنتوا مع نبيل أديب نقفل ملف الاعتصام…
قال مندفعا…..
بعدها لا نتدخل، في تعديل شيء… لا جيش…. لا نظام عام ..لا …
كان عصير المنقة يستبدل بعد أن فقد برودته… والشاي ويجلسان والقهوة.. والخبيز.. الشاي السادة.. واللبن المقنن….
كباشي.. الذي يتكلم لأول مرة قال بهدوء…
:: أنا أتابع المبادرات.. فقط…
والرجل بعد صمت، يوجه ضربته
قال للوفد
::…..إنتوا.. جيتوا… كأحزاب.؟؟.. وللاقحت؟؟
:: قال: : إذا جيتوا ممثلين لقحت.. إذن كان لا بد من خطاب رسمي…. (والرجل الذكي.. الذي يعرف أن الوفد يريد إحراج الكباشي… لأنه في بيته يصعب عليه الرفض.. الرجل.. بالإشارة.. إلى ضرورة خطاب رسمي يعيدهم.. إلى …. المكتب.. والرسميات..
قال
لا بد من خطاب… نعم.. لأننا تعودنا علي موافقة قحت…. ثم إنكار أنها وافقت
والكباشي يعرف أنه يرد الوفد.. إلى.. جهات.. وإلى جهة
واحدة… فقحت الآن هي عشرون جهة مقتتلة…
قاموا….. والشعور بالفشل الذي يولد المرارة يجعل ود الفكي يحاول إلقاء فرقة… قال للكباشي
غريبة… إنك ما جبت الجملة المعهودة… (عدا المؤتمر الوطني
قال: : ناس الوطني لم يحاولوا أبداً الاتصال بنا
في الطريق قالوا لود الفكي
تفتكر.. لو كان قال لك.. كويس إنتوا والوطني…. مش كنت اعترفت بالوطنی: ؟؟
قال ود الفكي ساخراً !!!
ااي…. نبقى نحنا والعالم وأمريكا اعترفنا بالمؤتمر الوطني…. أصلوا العالم منتظر اعترافنا نحنا.. بيهم
وغابوا.. في ليل الخرطوم