فضل الله رابح يكتب.. مابين هشاشـة الإئتلافات وسياسـة المكايــــدات .. السودان إلى أيـــن ..??!!
الراصد
دفعت الأزمات الكبيرة في السودان وإستراتيجية وتكتيكات المحاور الاقليمية والدولية كثير من السودانيين إلي التشاؤم وتحرى المخاطر وطرح الأسئلـة المفتوحـة .. أسئلــــة أبـرزها ـ هل السودان مقبل على تغيير جديد أقوي من تغيير 11 أبريـل 2019 ومن قرارات 25 إكتوبــر 2021م ..?!! أم ستمضى سياسـة تعليمات المحاور وتجهيـل المسؤولين حتى تقضي علي الأخضر واليابس من الذى تبقي فى السودان ..?!
إن قرارات الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان التي اصدرها في 25 اكتوبر 2021 بدلت كثير من مشاهد الحكم وصور الحكام البائسة والتعيسـة التى جعلت الاعلام والمشهد السياسى غارق فى سفالتـها ولكن سرعان ما أبطأت حركة العساكر في تنفيذ تلك القرارات التي إنحاز لها الشعب ومجموعة نوعيــة كبيرة من المشايخ ورجال الدين وزعماء الادارات الاهلية والنخب السياسية .. إن إستسلام العساكر وعدم مواصلتهم الانتصار للشعب وكثرة التحضير واعتماد العساكر على إستراتيجة المناورة بدلاً من توطيـن الحل جعل الاطراف الخارجيـة تطرح حلول وبلا شك لا تتناسب مع مصالح الشعب السوداني ولا مع إستراتيجية العساكر بل المحاور الخارجية وجدت شركاء محليين ضغطوا بهم المكون العسكري وجعلوه لا يلتزم بقراره الابتعاد عن السياسة وتم استغلال خلاف وطموحات ( البرهان وحميدتي ) ان صح ذلك في دخول اطراف دوليـة بينهم واعني ما يسمي بالرباعيـة وإجتماعهم بالبرهان وحميدتي فظاهر هذا اللقاء هو توحيد وجهة نظر العساكر لقبول فكرة المشهد الجديد الذى يتشكل الان وما خطوا هذه الخطوة الا لأنهم يعلمون ان العساكر خلال الفترة الاخيرة اصبحت اراءهم مشتتة وشروطهم كثيرة ولكن في حقيقـة الامر ان لقاء الرباعيـة ( امريكا / بريطانيا / السعودية / الامارات) هو بدايـة خطوات تفكيك القوات المسلحة فهذه يمكن ان تسمى مكافأة بالغدر تحت ضربات السيوف الصديقة فهذه الرباعية واضح انها اخترقت العساكر لخدمة طرف دون الاخـر حتى لا يكون زمام امر التغيير بيـد العساكر فعودة الامارات للالية الرباعيـة تلك خطوة ماكرة بعدما استشعرت ( ابوظبي) المسؤولية والخطر فعادت بشروطها لتقويــة طرف دون الاخر فالبـرهان / حميدتي بعد قرارات 25 اكتوبـر كان وضعهما افضل إذ توفرت لهما فرصة قيادة التغيير بشروط المكون العسكري ولكن الان وبالذي اراه وتباطؤهم في طرح البدائل مضى الزمان والبرهان وحميدتي لم يضعا النقاط علي الحروف فإحتل الخوف الصدور والاشاعات تتطاير شاغلة البلد ويقيني ان هذا الواقع اذا لم يحسنا ادارته سوف يتجاوزهما وان الايقاع السياسي المعارض اصبح يتحرك بسرعة حتى الحرية والتغيير المجلس المركزى عادت للحديث مرة اخرى وقبل يومين سمعت تصريح لـ وجدي صالح هاجم فيه البرهان بكل بجاحة وحذره من مصير البشير .. وكثُرة المبادرات والحراكات واخطرها ما قامت لجنة تسيير المحامين وهي تضع دستوراً للبلاد ومبادرات داخلية كثيرة علي راسها مبادرة الطيب الجد وغيرها وبدون ان يستوعبها العساكر الذين بيدهم فرصة ثمينة وهي إستصحاب هذه المبادرات المجتمعية وقيادة التغيير نحو الافضل والذهاب في اتجاه تسوية وطنية شاملة تستوعبهم جميعاً بما في ذلك الشركاء اما اذا استمر السودان بسياسة المستشارين الذين يريدون عبرها يكرسون لهذا المشهد الفوضوي الذي يحفظ لهم مصالحهم وهذا مؤشر خطير سياسة خلق الازمات من اجل طرح الحلول والبقاء فى السلطة بلا عطاء وبلا مؤهلات .. إن سياسة تسابق المحاور علي السودان تتطور يوماً بعد يوم وكل طرف يريد ان يسبق الاخر بمشروعه وهذه السياسة سوف تصرف السودانيين عن مصالحهم وحينما لم يقدم اي طرف البديـل المقنع للاخرين ستتحول ازمة السودان الي ازمة شاملـة ازمة هلاك السودان تحت ضغط هذه الكرة المتدحرجـــة بقـوة .. وهذا يتطلب ان يتوحد البرهان وحميدتي تحت رؤيـة واحدة تمثل رؤية القوات المسلحة والاجهزة النظامية الاخري .. والافضل للمكون العسكرى ان يعمل بنظرية الضربة التى لا تقسم ظهرك تقويك وعليهم ان يعلموا ان التردد اكبـــر عقبــة امام النجاح وتخليص السودان من ازماتــه ..