مكملات الحمل قد تحمي من خناق النوم لدى الأطفال

صحة الأمومة

0

القاهرة: د. هاني رمزي عوض

يعد مرض خناق النوم من أمراض الجهاز التنفسي، التي تتسبب في قلق كبير للآباء، لأنه يصيب الأطفال في عمر مبكرة بداية من عمر 6 شهور حتى عمر الثالثة، فضلاً عن أعراضه المزعجة، أهمها صعوبة التنفس بشكل طبيعي، وذلك سبب التسمية باللغة العربية.

 

 

– خناق النوم

ويتسبب خناق النوم (Croup) أيضاً في تغيير صوت الطفل إلى صوت أجش يشبه النباح مع سعال جاف يسبب ألماً للطفل. ويعد المرض شائعاً في فترة الطفولة، وفي الأغلب يكون نتيجة لعدوى فيروسية. وعلى الرغم من أن المرض يتم الشفاء منه بشكل كامل، إلا أنه لا توجد طرق معينة للوقاية منه. وأشارت أحدث دراسة تناولت المرض إلى احتمالية أن تلعب مكملات الحمل دوراً في الوقاية من المرض. الدراسة التي قام بها أطباء من مستشفى كوبنهاغن الجامعي (Copenhagen University Hospital) بالدنمارك، وعرضت نتائجها مؤخراً في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي (European Respiratory Society annual meeting) في برشلونة بإسبانيا، أشارت إلى احتمالية أن يؤدي تناول النساء لجرعات عالية من زيت السمك الذي يحتوي أحماضاً دهنية غير مشبعة (دهوناً مفيدة)، وأيضاً تناول المكملات التي تحتوي على فيتامين «دي» أثناء الحمل إلى خفض فرص الإصابة لأطفالهن بالمرض بنسبة تصل إلى حوالي 40 في المائة. وهي نسبة كبيرة جداً يمكن أن تحمي الأطفال، خصوصاً في الفترة الأولى من حياتهم.

أشار العلماء إلى أن الآلية التي توفر بها هذه المكملات الحماية من المرض ما زالت غير معروفة حتى الآن، لكن هناك نظرية تشير إلى احتمالية أن يكون الدعم المناعي الذي تقدمه هذه العناصر هو السبب في الوقاية، ومن المعروف أن «أوميغا 3» يتم تناولها بشكل روتيني أثناء الحمل الآن في بعض الدول لرفع مناعة الأم، وربما يساهم ذلك في تحفيز الجهاز المناعي للرضيع أيضاً لاحقاً، ويساعده في التغلب على المرض، سواء كان ناتجاً من عدوى أو أي سبب آخر.

قام العلماء بإجراء التجربة على 736 امرأة حاملاً في عام 2010 ضمن دراسة لرفع كفاءة الجهاز التنفسي، والحماية من الربو الشعبي. وقسم الباحثون هؤلاء الأمهات إلى أربع مجموعات، تناولت المجموعة الأولى جرعات كبيرة من مكملات فيتامين «دي» 2800 وحدة يومياً مع زيت السمك (fish oil)، وتناولت المجموعة الثانية جرعات كبيرة من فيتامين «دي» وزيت الزيتون، فيما تناولت المجموعة الثالثة جرعات عادية من فيتامين «د» 400 وحدة يومياً فقط مع زيت السمك، والمجموعة الأخيرة تناولت جرعات عادية من فيتامين «دي» مع زيت الزيتون. ولم تعرف أي من هذه المجموعات كمية فيتامين «دي» أو زيت السمك أو زيت الزيتون الذي كان يتم تناوله.

 

 

– مكملات مفيدة

أوضحت الدراسة، أن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم مكملات تحتوي على زيت السمك معرضون لخطر الإصابة بخناق النوم بنسبة تبلغ 11 في المائة مقارنة بنسبة 17 في المائة بين الأطفال، الذين تناولت أمهاتهم مكملات تحتوي على زيت الزيتون. وأيضاً تكرر الأمر نفسه مع الجرعات العالية من فيتامين «دي»، وكان الأطفال الذين تناولت أمهاتهم جرعات كبيرة منه معرضين لخطر الإصابة بنفس نسبة زيت السمك، وهي 11 في المائة فقط مقارنة بنسبة 18 في المائة للأطفال الذين تناولت أمهاتهم الجرعة العادية من فيتامين «دي».

وعلى الرغم من أن المعهد الصحي الوطني الأميركي (U.S. National Institutes of Health) ذكر أن الجرعات اليومية الموصى بها من فيتامين «دي» يومياً للنساء الحوامل هي 600 وحدة فقط، إلا أن معظم الدراسات توضح أنه لا يوجد ضرر من الجرعات العالية التي يمكن أن تصل إلى 4000 وحدة يومياً، وتظل آمنة للبالغين الأقل من 70 عاماً، سواء رجالاً أو سيدات.

وفي كل الأحوال يجب تناول هذه المكملات تحت إشراف طبي كامل وإبلاغ الطبيب بأي تغيرات يمكن أن تطرأ بعد الاستخدام، وقامت جميع النساء المشاركات في الدراسة بتناول المكملات الغذائية بشكل يومي، بدءاً من الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، واستمرت حتى بعد أسبوع من ولادة أطفالهن. وأيضاً تمت متابعة الأطفال بشكل مستمر حتى عمر ثلاث سنوات لمعرفة إذا كانوا قد أصيبوا بخناق النوم من عدمه، وتم رصد 97 حالة من المرض خلال فترة الدراسة. وتتمثل أهمية نتائج الدراسة في أن الطريقة الوحيدة للوقاية من خناق النوم حتى الآن هي منع المرض من الأساس، سواء عن طريق رفع المناعة، أو الالتزام بالنظافة الشخصية (وهو أمر صعب بالنسبة للأطفال) مثل غسل اليدين بانتظام وتغطية الفم عند السعال، والبقاء في المنزل عند الإصابة مثل الإجراءات التي تم فرضها أثناء «كورونا»، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ للغاية في حالات خناق النوم عند الأطفال.

أوضح العلماء أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسات لتأكيد النتائج لتغيير التوصيات الخاصة بتناول هذه المكملات لنسب أكبر من التي يتم تناولها الآن، خصوصاً أن هذه المكملات تعد آمنة إلى حد كبير، بجانب رخص ثمنها نسبياً، ولذلك يمكن اعتبار هذا البروتوكول لتناول كميات كبيرة منها، بمثابة نوع من اللقاح يحمي الطفل من خطر الإصابة بواحد من أكثر أمراض الجهاز التنفسي شيوعاً في مرحلة الطفولة. وفي النهاية أوصت الدراسة بضرورة أن تهتم الأم بالتغذية أثناء فترة الحمل حتى ينعكس ذلك بالإيجاب على جنينها في مرحلة التكوين، بشكل خاص الجهاز التنفسي والرئتين، والابتعاد عن التدخين أثناء الحمل حفاظاً على صحة الرضيع.

– استشاري طب الأطفال

اترك رد