بعد أن مكنت الجماعات الإرهابية نفسها في بلدان بشمال وغرب إفريقيا، تستعد العصابات الدولية المتخصصة في الجريمة المنظمة لاستيطان دول بالقارة وضرب استقرارها تمهيدا لإسقاطها.
ووفق خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، وتقرير عالمي حول أهداف هذه العصابات، فإنها تعيش حياة تكافل مع الجماعات الإرهابية، يغذون بعضهم بالسلاح والمرتزقة، محذرين من أن الاثنين مخلبا لأطراف خارجية تريد أن تنقض بهما على دول بعينها.
وأصدرت “المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية” (مقرها جنيف) تقريرا الشهر الجاري، جاء فيه أن 3 بؤر إجرامية عابرة للحدود سببت الفوضى داخل دول بإفريقيا.
وحسب التقرير الذي اطلع موقع “سكاي نيوز عربية” عليه فإن البؤر المذكورة واحدة في تشاد، واثنتان في النيجر المجاورة، ومدت فروعا داخل ليبيا والسودان.
كوري بوغودي بتشاد
وذكر التقرير أن منطقة كوري بوغودي التشادية الغنية بالذهب هي البؤرة الأولى والأكثر خطورة، موضحا:
• أصبحت مركزا إقليميا للجماعات المتعددة الإجرام.
• عملها تهريب الوقود والغذاء والمخدرات والأسلحة والمهاجرين، وقذفهم نحو ليبيا، إضافة إلى الاتجار بالأعضاء البشرية والتنقيب عن الذهب.
• لتسهيل عملياتها، تسيطر بؤرة بوغودي على طريق داخل ليبيا بالتعاون مع ميليشيات عاملة معهم لتأمين مسار التهريب.
• تدعم ميليشيات داخل ليبيا بالسلاح والعتاد، وتدعم كيانات إرهابية داخل السودان.
دجادو في النيجر
حدد تقرير “المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة” موقع دجادو في النيجر، كبؤرة ثانية؛ حيث تتمركز فيه عصابات السلاح والمخدرات وتهريب البشر، ويضيف:
• بؤرة دجادو تغذيها أطراف دولية لضرب استقرار دول بإفريقيا.
• تقع على الطرق بين أغاديز وليبيا، وقرب الحدود الجزائرية والتشادية والليبية، ما ينعش بها الأنشطة الإجرامية.
ممر سلفادور.. الجحيم إلى ليبيا
النيجر كذلك مبتلاة ببؤرة ممر سلفادور، ويوضح التقرير أن هذه البؤرة الثالثة من أخطر نقاط العبور إلى ليبيا والجزائر وتونس، ويرجع ذلك إلى:
• ممر سلفادرو يربط غرب إفريقيا بالبحر الأبيض المتوسط؛ ما ساعد العصابات على تفادي الجغرافيا الوعرة بين حدود النيجر وليبيا.
• تستخدمه العصابات في تهريب السلاح والمخدرات والمهاجرين والوقود والسلع.
مصادر قوتها الكبرى
حللت المبادرة العالمية أسباب انتفاخ هذه العصابات، ومنها:
• القوات المحلية لا تستطيع صدها؛ كون العصابات أكثر تسليحا وعتادا.
• الفوضى في دول كليبيا والسودان أشغلت السلطات بملفات أخرى.
• انسحاب القوات الفرنسية من بعض دول الساحل.
الباب مفتوح لبلدان أخرى
يرجح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أيمن سلمان، أنه بعد أن تحول مثلث ليبيا والنيجر والتشاد لبيئة مناسبة لنمو هذه العصابات، فإنه يمكنها بسهولة دخول دول في كل أنحاء القارة.
ولفت سلمان لتقارير بشأن ضلوع دول في دعم هذه العصابات لتهدد بها دولا أخرى، وتغذيها بالسلاح ودعم المعارضين والمتطرفين.
ويستدل بأن هذه العصابات تعمل منذ 2010 “حتى اللحظة لم توجه لها ضربات تنهي عملها، بل مدت جذورها لدول أخرى”.
وتوقع بأن “تكون هذه العصابات هي السبيل لعودة داعش والقاعدة وبوكو حرام للعمل بقوة في أنحاء القارة، وتكون نقطة انطلاق لوجستية لهذه الجماعات للسيطرة على دول”.
اقتراح قوة عسكرية قارية
يقترح المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري، إنشاء قوة عسكرية بين بلدان إفريقيا للتنسيق على أعلى مستوى ومحاصرة هذه العصابات قبل أن تستفحل أكثر.
وكما وجد الإرهابيون في ليبيا فوضى أمنية تساعدهم على التمدد لدول الجوار، ستجد هذه العصابات الإجرامية في ليبيا كذلك ما يساعدها لتهديد الدول المجاورة والاستيطان بداخلها، بحسب الفيتوري