الطاهر ساتي يكتب.. ( ما ساح )

اسفير نيوز

0

:: لا تبوح بأحزانك للشخص الخطأ، حتى لا يصبح حالك كالزوجة التي قصدت صديقتها لتبث لها متاعبها مع زوجها.. وهناك، ذرفت الدموع وسردت مآسييها مع زوجها الذي يساهر خارج المنزل، ويعاقر الخمر و يلعب الميسر، ولا يصرف عليها و..و..و.. كانت صديقتها تحدق في عيونها الدامعة، قبل أن تباغتها بالسؤال : ( من وين اشتريتي كُحلك دا، قدر ما بكيتي ما ساح)..!!

:: ومن يطّلع على آخر تقرير صادر عن معهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكية

، يكتشف أن النشطاء يشكون العساكر للدول الخطأ، و منها أمريكا التي يشكون إليها كثيراً، ولكنها تسألهم عن شئ آخر.. لقد أرجع تقرير المعهد الأمريكي فشل القيادات المدنية في إنجاز التحول المدني إلى ما أسماها بصعوبة توحدها، ثم لفقدانها رؤية سياسية لإدارة الحكم..!!

:: ويقول تقرير المعهد : (فشل المدنيون في بناء رؤية سياسية متماسكة، مما أفضى إلى فشل التحولات المدنية)، وليس هذا فحسب، بل يرى المعهد بأن سياسات هؤلاء المدنيين – يقصد النشطاء طبعاً – كانت السبب الأساسي لفشل حمدوك في إصلاح الدولة.. أي بعجزهم عن توحيد أحزابهم، ثم لفقدانهم رؤية لإدارة السلطة، عجز حمدوك عن إصلاح الدولة..!!

:: ومعهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكية، تأسس في العام 1955، متخصص في نشر التقارير بغرض تطوير السياسات الداعمة لمصالح أمريكا.. فالمعهد يختلف عن لجنة تسييرية المحامين، بحيث أنه من سواعد دولة المؤسسات..أمريكا دولة مؤسسات، وليست (دولة شلليات)، ومن المؤسسية الرجوع إلى المعاهد البحثية والمتخصصة في صناعة القرار..!!

:: وعندما وصفهم بفاقدي الرؤية لإدارة الحكم، فالمعهد الأمريكي لم يأتِ بجديد، فالنشطاء اعترفوا بذلك قبل فقدانهم للسلطة بأسبوع.. (جئنا بشعار تسقط بس، وبعد السقوط لم يكن لنا تصور للحكم)، قالها جعفر حسن، الناطق الرسمي باسم قوى الحُرية، في منتدى التيار (7 أكتوبر 2021).. !!

:: كانوا يُعارضون فقط، ولم تحدثهم أنفسهم – طوال عقود المعارضة – بوضع تصور لإدارة البلد في حال وصولهم إلى السُلطة.. أو ربما كانوا يظنون بأن التهريج يكفي بحيث يكون برنامج عمل..وعلى كل، بما أن هذا حالهم حسب وصف المعهد الأمريكي، فمن الخطأ أن يهدر رئيس المجلس السيادي والقائد العام للقوات المسلحة الزمن في (الطبطبة).. !!

:: فالشاهد، هناك مبادرات في الساحة، وهناك تحالفت، وهناك قواسم مشتركة بين هذه التحالفات و المبادرات، منها فترة الانتقال و حكومة الكفاءات المستقلة، وغيرها..وباهذه القواسم المشتركة و آخرى من السهل الوصول إليها بالحوار، يُمكن تشكيل الحكومة الانتقالية، و صياغة خارطة الطريق..!!

:: وقد يظن البعض بأن المجتمع الدولي – اسم الدلع لأمريكا – لن يقبل تجاوز النشطاء في المرحلة القادمة، و إنهم سوف ينشطون في الشكوى و لطم الخدود و ذرف الدموع .. اطمئنوا، لن يكون تفاعل المجتمع الدولي مع دموعهم إلا من شاكلة تقرير المعهد الأمريكي وسؤال تلك الصديقة : (من وين اشتريتوا الكُحل دا؟، قدر ما بكيتوا ما ساح)..!!
Alyoumaltali.net

اترك رد