من الضحية ومن المسئول
أقلام جريئة : عاصم عبدالله الفكي
تعاقبت الحكومات وتوالت الثورات واخرها ثورة ديسمبر التي كان وقودها الشباب سكب فيها العرق والدماء والتضحيات. من اجل تغير واقع تحلم به جموع الشعب السوداني ويعتبرونه فرصة اتت بعد مخاض لتتحول حياة المواطن لحياة دولة مدنية كاملة الدسم دولة القانون والعدالة على اساس المواطنة الحقة مما شكل لها غطاء شعبي قوي ليس كرها في حكومة الانقاذ التي مضت ولا حب في حكومة حمدوك ومناع ووجدي صالح ولكن المواطن الكريم راى ان الفرصة التي جاءت علي قدمين تعمل لمعالجة الخلل البنيوي الذي صاحب الدولة السودانية منذ الاستقلال من حكم. الفرد الى حكم الدستور ومن حكم الجهوي والقبلي الي حكم الاغلبية عبر صناديق الاقتراع لذلك كان هناك اسطفاف كبير من شباب الثورة لتحقيق اهداف الثورة التي رفعت حرية سلام وعدالة ولكن بين عشية وضحاها لم نرى حرية ولا سلام ولا عدالة ولكن راينا عدالة مناع ووجدي التي فصلت الاف من الكوادر المؤهلة التي تاهلت بانفاق الدولة عليها بالاف من الدولارات. عبر التدريب والدورات الخارجية بدلاً التمسك بهم تفصلهم مما انعكس علينا سلباً في انهيار المؤسسات وليس منكم ببعيد ادارة الكهرباء والطاقة ومن المضحك في اللقاء الصحفي الذي يوضح فيه الوزير ان فصل الصيف قد داهمهم وجاء مبكراً قبل موعده بالله عليكم مثل هذه التصريحات الفطيرة تقود دولة ادلف الي الموضوع الحقيقي الذي يحمل عنوان المقال نستخلص ان الضحية هو المواطن المسكين الذي راح ضحية نتيجة السياسات الخاطئة والممنهجة التي تنحاز الى المصلحة الذاتية بدلاً عن المصلحة القومية التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن انني لا استثني احد من المسئولية فالمسئولية تقع علي عاتق الاحزاب السياسية وقادة الاحزاب هم من اوصلوا البلاد الي الدرك السحيق وجحيم الحياة اما المسئولية الكبرى تقع ايضا علي عاتق من امتطوا ثورة ديسمبر وتسلقوا علي جماجم شبابها وسرقوها في وضح النهار كنا نمني انفسنا ان ثورة ديسمير تعمل علي تصفير العداد وتُبنى دولة المؤسسات التي انتظرها الشعب طويلا تزيل اثار الغبن والحقد السباسي وتكوين دولة يرتضيها الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة ولكن بعض قادة قحت التي لا تعرف معنىً للتسامح ولا والتسامي فوق الصغائر فقط نتريد ان تبني دولة التمكين الجديدة التي تحمل على اجنحتها التشفي والحقد السياسي والتنكيل بخصومهم السياسين وتجريمهم وشيطنتهم والحاقهم بالتهم زوراً وبهتاناً وزجهم بالسجون من غير تُهم او عدم تقديمهم للمحاكمة ليس منكم ببعيد عمر موسى وقبله قادة النظام السابق وكتاب الاعمدة الصحفية هذه امثلة فقط قليل من كثير في تقديري ان الدولة الديمقراطية دولة المؤسسات تاسس ببناء قانوني متين تتوفر فيه الحرية والعدالة والسلام المجتمعي والتسامح وان تترفع جميع الاحزاب السياسية عن مصالحها الذاتية الضيقة لمصلحة الوطن وشعبه ونبذ الخلاف والاختلاف ودحض القبلية والجهوية وان تتفق علي برنامج وطني تجتمع حوله كل الكايانات يفضي الي انتخابات حرة ونزيهة دولة الدستور والمواطنة الحقة