اسفير نيوز
إذا عرف السبب
الاربعاء 3 نوفمبر 2022
¤ صدق الأمين العام للحرية والتغيير التوافق الوطني مبارك أردول.. عندما حذر رفاقه في قحت المركزي من قياس صبر الناس معتبرا ذلك حماقة اخرها ندم.. سلكت قحت طريق (الناشطين) وضلت عن طريق (العاقلين).. واستمرأت استفزاز الاخر بمناسبة ودونها.. ولذلك نحن في دوامة (التظاهرات) ودعوات (الاضرابات).. قد تعتقد قحت انها في طريقها للانتصار بالعودة مرة اخرى الى السلطة.. عبر اتفاق مرتقب ايا كان شكله .. ثنائيا أو يضم اطرافا (تمومة جرتق) مثل الشعبي وأنصار السنة.
¤ خاضت قحت ثلاثة معارك – ولا تزال – منذ ظهورها على المسرح السياسي.. الاولى معركة دستورية وقانونية.. خسرتها بامتياز عندما فصلت العاملين بالدولة بزعم الانتماء للمؤتمر الوطني.. دون الاستناد لحيثيات موضوعية دعكم من قانونية.. وصادرت اصول وممتلكات جهات وافراد دون وجة حق.. بل حتى دون ان تطرح السؤال الموضوعي (من اين لك هذا ؟).. كما انتاشت سهامها تركيبة مؤسسات وهيئات.
¤ كانت النتيجة خسرانها المعركة بامتياز.. كما طالت قيادات قحت تهم فساد .. والتي للمفارقة تمت تسويتها سياسيا.. كما اصاب البوار شعارها (حرية سلام عدالة) حيث لا عدالة وهي تعتقل العشرات في السجون دون توجية اتهامات.. في تقزيم بائن لدور القضاء.
¤ ثم خاضت قحت معركتها الثانية والتي يمكن ان نطلق عليها (موقعة الشارع) .. حيث وصل بها التجبر والتسلط السياسي اعلانهم وحدهم من يحق لهم الخروج للشارع (الفكي منقة) ووحدهم من يحق لهم الاعتصام.. في انتهاك صريح لحرية التعبير.
¤ في تقديري خسرت قحت هذة المعركة ايضا.. ذلك بعد خروج عشرات المسيرات المناهضة لها .. من التيار الاسلامي (الزحف الاخضر).. ومناسبات اخري اكدت انها لا تعاني من عزلة سياسية او شعبية كما زعمت قحت.. وكذلك خرجت قوى سياسية ومجتمعية للشارع في مناسبات عدة اخرها موكب الكرامة الحاشد .. الذي كان رسالة تحذيرية قوية اودعت في بريد قحت وبعض السفارات وبعثة يونتامس.. اذ ندد الموكب بالتدخلات الاجنبية ، التي باتت سافرة في الاونة الاخيرة.
¤ الخسارة الكبيرة والمذلة لقحت كانت في ملف الشارع.. كونها ظلت تباهي به بسيطرتها التامة عليه .. وقد بدأ في الانحسار بشكل كبير، واصبحت التظاهرات هزيلة وفاقدة للروح والطعم.. ويتوقع خروج المزيد من الحشود في الفترة المقبلة التي ستناهض عودة قحت بذات نسختها السيئة في 2019.. وانفرادها بالمشهد وانشغالها بالسلطة.. واهمالها الولايات ومعاش الناس.. ولا تزال تاثيرات القرارات الكارثية لوزير المالية الاسبق ابراهيم البدوي ماثلة.. وكذلك اهمالها للانتاج والانتاجية.. في ظل وضع سياسي مأزوم..
¤ تمر قحت بمرحلة عصيبة غير بائنة للكثيرين.. قريبا جدا ستدخل في مواجهة عنيفة مع ذات الشارع الذي تزعم سيطرتها عليه.. لن يكون بمقدورها الاجابة على حزمة اسئلة على شاكلة كيف ولماذا تنازلت عن الشعار (لا مساومة لا تفاوض لا شرعية) .. رغم زيف الشعار .. مع العلم ان حبل نجاة قحت الوحيد لضمان عودتها إلى المشهد السياسي هو الجلوس الى المنظومة العسكرية.
¤ ستهدر قحت وقتا طويلا لكسب الوقت لامتصاص غضب الرأي العام تجاهها.. ولترتيب بيتها الداخلي الذي يعاني من الانقسام.. الذي يشعل نيرانه البعث والشيوعي.. ان المعركة الثالث والاخطر هي معركتها الامنية.. منذ ذهاب الانقاذ ظلت قحت تسئ للقوات النظامية خاصة الجيش والشرطة اما جهاز المخابرات وصلت المطالبات حد حله.. وتحرض ضدها الشباب.
¤ ستتواصل هذة المعركة في الفترة المقبلة.. وقد تتسع دائرتها مع الاعلان الصريح لقيادات لقحت بهيكلة الجيش برؤيتها التي لا تخلو من شبهة .. كما ان تصريحات بعض القيادات تذهب في اتجاة احداث الوقيعة بين المؤسسة العسكرية والدعم السريع.. وهناك حالات استقطاب بائنة من جانب قحت ل (دقلو اخوان).
¤ ان التدخل المدني في الملف العسكري ستكون عواقبة وخيمة على الاوضاع الامنية بالبلاد.. وسيخلف نتائج كارثية خاصة في ظل تعدد الجيوش بولاية الخرطوم .. والاقتتال القبلي العنيف خاصة في النيل الازرق.
¤ ومهما يكن من امر لن تمضي الامور بالصورة الراهنة .. وقد يتطلب الامر (كرب قاش وتقليل نقاش).