الواثق البرير: لن نبيع دماء الشهداء من أجل السلطة أو تحقيق مكاسب سياسية (حوار)
اسفير نيوز
اسفير نيوز
* الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير لـ(الجريدة):
* نرفض التسوية والاتفاقات الثنائية وندعم الجبهة العريضة
* مواكب (الزواحف) متوقعة فهؤلاء يقتاتون من فتات موائد السلطان
* قلقون جداً من التدخل الأجنبي السافر في الشأن السوداني ونرفض مشاركة العسكر الحكم
تناقلت مجالس المدينة الحديث عن اعلان وشيك للحكومة القادمة، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تحدثت عن تسريبات حملت ترشيح عدد من الرموز السياسية لشغل بعض المناصب السيادية، هذا عطفاً على توزيع الحقائب الوزارية وذلك وفقاً لذات المصادر التي نسبت التسريبات الى دوائر صناعة القرار، وللوقف على حقيقة الأمر اجرت (الجريدة) حواراً مع الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير الذي تحدث عن الراهن السياسي ومآلات الاوضاع، مؤكداً على رفض حزبه لأية تسوية ثنائية او اتفاق ثنائي وجزم الواثق بأن حزبه لن يبيع دماء الشهداء والثورة السودانية مقابل السلطة منوهاً الى أن أية جهة مهما كانت لن تملك حق العفو عن دم الشهداء في ظل وجود أولياء الدم .
حوار: عبدالرحمن حنين
* نريد أن نعرف تفاصيل الاجتماعات داخل الغرف المُغلقة وهل صحيح أنه بات في حكم المؤكد اعلان حكومة؟
– كل الحراك سواء كان بالشارع الثوري او داخل الغرف المغلقة كما ذكرت يسعى الى وأد الحكم الانقلابي والعودة الى المسار الديمقراطي ذلك القرار الذي اعلنه الشعب السوداني منذ الانقلاب وظل ينادي به بل أن هذا المطلب الشعبي كان ثمنه المهج والأرواح ودم مسفوح في الطرقات .
* البعض يتحدث عن تسوية سياسية مع العسكر من أجل الوصول الى الحكم ..تعليقك ؟
– الذي يحدث عملية سياسية وليست تسوية سياسية وهذا الحراك ظل متواصلاً منذ أمد بعيد، وكانت دار الحزب قد شهدت سجالات ونقاشات عديدة ولعل الاجتماع الذي شهده دار حزب الامة في 29 اكتوبر الماضي قد شهد توافقاً بين كافة المكونات التي شاركت في الاجتماع من منظمات مجتمع مدني وقوى سياسية ولجان مقاومة وممثلين لمناطق النزوح ولعل كل تلك التفاهمات قد قربت الشقة وازالت كثير من الغموض في عدد من القضايا الخلافية التي تم تداولها بشكل عميق ومستفيض .
* هل يُفهم من حديثك أن الحديث عن تسوية سياسية محض افتراء؟
– نحن نرفض أية تسوية سياسية ثنائية مهما كانت، ولكن نحسب أن الذين يروجون كهذه شائعات انما يخططون الى التشويش على المواطنين، كما نعلم تلك الجهات جيداً هي ذاتها التي ظلت تدعو الى شيطنة الحرية والتغيير وتلفيق التهم على بعض الرموز الثورية من أجل تشكيل رأي عام سالب، ولكن لهؤلاء نقول ان الثورة السودانية ماتزال مستمرة وان كل من يقف امامها سيكون مصيره الزوال والفناء وسيذهب الى مذبلة التاريخ ، هنالك جبهة عريضة اصبحت على قلب رجل واحد هي التي تسعى الى قطع الطريق امام المتربصين واعداء الثورة ولن يكون حزب الامة حجرعثرة امام ارادة شعبه .
* كيف تقرأ الحراك الثوري الذي اصبح مستعراً؟
– هذا يؤكد ما ذهبتُ اليه بأن الثورة مستمرة، كما يمكن قراءته من خلال تلك المطالب الرافضة للتسوية السياسية ومشاركة العسكر في الحكم، كل تلك المطالب الثورية نحن ندعمها كما نؤكد حرصنا على تلبية كل المطالب المشروعة، والحراك الثوري المتواصل هو اشبه بالمؤشر الذي يمكن ان نقيس به الثورة صعوداً وهبوطاً، ولعل ايضا ان الاوضاع بشكل عام ماتزال ضبابية في كثير من القضايا الاقتصادية والامنية وهذا يكشف عن سوء الحال الذي وصلت اليه البلاد منذ انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي.
* لكن هنالك شارع آخر ظل يطل برأسه بين الفينة والاخرى ؟
– ان كنت تقصد مواكب الفلول ومن دار في فلكهم، فهؤلاء سيصرخون كثيراً وهم في ذلك لهم العذر، فان كل مساعدي الرئيس واعوانهم، هم في الحقيقة التي يعرفها راعي الضان في الخلاء انهم ظلوا يقتاتون من موائد النظام البائد ولهم مصالح ومآرب يعلمها القاصي والداني لذلك سيصرخون اليوم وغداً، ونحسب أن هنالك جهات تقف من خلفهم وتلك الجهات ايضاً معلومة للجميع لجهة أن تلك الجهات الآن ظلت تمارس ذات الدور في التكسب من قوت وموائد السلطان لذلك دعوهم يصرخون .
* البعض يتحدث عن تقاربات بينكم والعسكر من أجل تشكيل الحكومة القادمة ؟
– الذين يتحدثون عن ذلك هم ذاتهم سبق وان اطلقوا الاداعاءات والاكاذيب والاباطيل من أجل شيطنة الحرية والتغيير في الفترة الماضية وسعوا الى النميمة بين الرموز الثورية حتى تشظت الكتلة الثورية واصبحت شتات .
* هل مازلتم متمسكون بأن لا شراكة مع العسكر ؟
– نحن لن نقبل شراكة العسكر ولن نعيد عجلة الزمن للوراء.
* ألا توافقني الرأي ان تجربة الحرية والتغييرالسابقة كانت وراء الانقلاب وتلك حالات التشظي ؟
– نحن لا نريد ان نعود للوراء وقطعا سنستفيد من تلك التجربة، صحيح كانت هنالك خلافات في كثير من القضايا ولم يسكت الحزب عنها والشاهد أن الحزب دفع بالعقد الاجتماعي من أجل الاصلاح والتصويب، نعود ونقول أن التجربة السابقة خضعت لمراجعات والدليل أن كل تلك الاخطاء تمت مناقشتها عبر ورش نرى أنها كانت كفيلة بتقويم التجربة ووضعها في مسارها الصحيح .
* كيف تنظر إلى تمدد عملية الاغتيالات التي استهدفت الثوار والتي استمرت حتى موكب الثلاثون من اكتوبر، وهل يمكن ان تتم تسوية في ظل تلك الانتهاكات مقابل تنحي العسكر عن السلطة؟
– اولياء الدم هم من بيدهم القرار وليست هنالك جهة مهما كانت سيادتها ان تعلن عن تسوية بذات الكيفية، نحن من جانبنا لن نبيع الثورة ولن نساوم في أرواح شهداء الوطن من أجل المناصب أو المكاسب السياسية وهذه وصمة عار ستلاحق من يفعل ذلك على مدى الازمان والاجيال المتلاحقة ستتحدث عن تلك السقطة التي لن تحدث على الاطلاق باعتبار أن الدولة ذاتها ليست وصية على الشهداء طالما أن هنالك أولياء للدم المسفوح وللأرواح التي ازهقت، هذا عطفاً على قضايا المفقودين والمصابين.
* كيف تنظر الى المشهد السياسي وهل هنالك نقطة ضوء في النفق الممتد ؟
– حقيقة الاوضاع من كافة النواحي مقلقة جداً وان كل تلك التداعيات ما كان لها أن تكون لولا الانقلاب المشؤوم، الذي يريد أهله ان تعود عقارب الزمن للوراء ولكن هيهات فأن الثورة محروسة وما يدلل على ذلك هو الصمود المتواصل الذي ظل يربك الانقلابيون لدرجة أن الانقلابيون فشلوا لمسيرة عام في تشكيل حكومة، نحن لدينا دور تاريخي ووطني تجاه الوطن والمواطن وهذه المسؤولية الوطنية تضعنا امام تحديات كبيرة، من أجل وضع البلاد في المسار الصحيح خاصة أن هنالك تدخلات أجنبية سافرة في الشأن السوداني، ونحسب أن السودان لديه من الابناء الوطنيين والكوادر الكفيلة والقادرة على حسم خلافاته والانتقال به من براثن الصراع الى رحاب التنمية والاستقرار، نأمل أن تسارع كل الجهات الى الاصطفاف خلف الوطن من أجل تحقيق رغبة الشعب في تحقيق حلمه بتشكيل الدولة الديمقراطية وتمكين حكم القانون بعيداً عن تصفية الحسابات .
الجريدة