اسفير نيوز
أقامت وزارة الصحة الإتحادية بحضور وزير الصحة ووزير المالية ورشة عمل تحت عنوان جزافي ألا وهو “إصلاح تمويل النظام الصحي”، متناسية تماماً التدهور المريع الذي لحق بقطاع الصحة وتفشي الأوبئة والأمراض في عدد من الولايات، حيث أعلنت ضمن توصيات الورشة في ختام أعمالها اعتماد سعر الدولار المحرر في تسعير الدواء بواسطة الإمدادات الطبية، لتحقيق الوفرة الدوائية واستدامتها وسداد مديونية الإمدادات!!!
هكذا! ودون أن يرف لهم جفن،
ودونما أدنى مجهود، تتجه حكومة الانقلاب لإطلاق قاصمة الظهر لملايين المواطنين المنتظرين في صفوف خدمة الدواء بسعر معقول من الإمدادات الطبية وصيدلياتها، مُحملة إياهم مزيداً من الأعباء الثقيلة؛
إن هذه الخطوة ستضاعف من أسعار الدواء أضعافاً مضاعفة وخاصة الأدوية المنقذة للحياة والتي لا يتم توفيرها إلا عبر الإمدادات الطبية، الجهة المنوّط بها الأمن الدوائي، مما يجعل الحصول عليها غاية في الصعوبة للمواطن السوداني الذي لا يتجاوز متوسط دخله سعر عدة أمبولات مضاد حيوي!
الدعم الحكومي غير المباشر للدواء يأتي عبر الصندوق القومي للإمدادات الطبية حيث كان يتم تسعير الدواء ب (١٨) جنيه مقابل الدولار حتى أكتوبر ٢٠١٩، بعدها تمت زيادة التسعيرة ل (٥٥) جنيه في مطلع عام ٢٠٢٠، في عام ٢٠٢١ تم التسعير ب (١٦٥) جنيه مقابل الدولار، وتوالت الزيادات بعدها وصولاً لتسعيره بسعر الدولار المحرر بالكامل.
يظل الشعب السوداني يعاني في كل المجالات الاقتصادية والأمنية والتعليمية والصحية من خلال عدم توفر أساسيات الحياة لا رفاهيتها…
كما يواصل القطاع الصحي في وطننا الحبيب في الترنح والانهيار يوماً بعد يوم في ظل السياسات الفاسدة
واصلت حكومة الانقلاب السياسات القاتلة برفع يدها تماماً عن قطاع الدواء عن طريق تحرير سعر دولار الدواء مما ترتب عليه ارتفاع في الأسعار بشكل لا يُطاق،
فأصبح المواطن في حيرة من أمره نتيجة لسعره الباهظ، نتج عن ذلك تخلي البعض عن الادوية المستديمة واستخدامها بطرق خاطئة، وها نحن الآن نتابع الزيادة المهولة في أسعار الإنسولين وادوية السرطان والتخدير وغيرها من الادوية المنقذة للحياة والتي تتقلص بدائل استخدامها للموت بعد هذه الزيادات بالنسبة للمرضى وذويهم.
نحن في تجمع الصيادلة المهنيين كنا سابقاً قد حذرنا مراراً من الانفلات القادم في أسعار الدواء وأثره على المواطن والنظام الصحي وتحول الصندوق القومي للإمدادات الطبية من توفير الأدوية المنقذة للحياة إلى مؤسسة ربحية منافسة للقطاع الخاص في مسار تجفيفيها.
اليوم نؤكد أنه لن ينعم المواطن السوداني بالصحة والعافية طالما هذا النظام موجود بيننا!
تجمع الصيادلة المهنيين
٢٠ نوفمبر ٢٠٢٢