اسفير نيوز
*إذا عرف السبب*
*الثلاثاء 24 يناير 2023*
¤ تتواصل فضائح قحت المركزي في كل يوم.. وهي تثبت للراي العام انها تحالف ناشطين لا سياسيين.. تضم مجموعة من اصحاب (الحلاقيم) الكبيرة.. فشلت في قياس الامور بمقاييس الحكمة.. ولم تدرك حتى اللحدة ان السياسة قائمة على فن الممكن دون ترجيح الكفة .. وتعتمد على (الاخذ والعطاء).
¤ اقول ذلك لأن قحت المركزي اضاعت على نفسها فرصة ثمينة – وربما لن تتكرر – بعدم وضع اعتبار لوساطة رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان بينها ورفاقها في قحت الكتلة الديمقراطية.. كان عليها استثمار وساطة البرهان بقدر الامكان.. لن تجد قحت المركزي وسيطا يعرف طريقة تفكيرها وتناولها للقضايا العامة مثل البرهان.
¤ لكنها قلة الحيلة.. والغل السياسي التي تملأ نفوس الزمرة التي تتولى شأنها.. غض اانظر عن الموقف من الاتفاق الاطاري فان البرهان ادى ماعليه من مسؤولية تاريخية.. بمحاولته تقريب وجهات النظر.. على كبير القوم ان يكون (محضر خير) ولو بين الاشرار .. سيسجل التاريخ ان البرهان قام بما هو مطلوب منه.. – وان كنت قد توقعت – عدم استجابة الاطراف له.. وحسنا فعل بسحب دوره كوسيط..
¤ غض النظر عن الكيفية التي كان سيدير بها البرهان الوساطة.. ان كان سيكون مجرد مسهل او اتباع وسيلة اخرى من وسائل الوساطة التي يتراضى عليها الاطراف.. الشاهد انه لم يترك شيئا لقحت الا وفعله .. وضع في فمها ملعقة من ذهب.. ربما يمون فعل لاجلها، كل ماتريده منذ الوثيقة الدستورية.. الى ان وصل به المطاف الى الاتفاق الاطاري الذي جوبه بموجة رفض عاتية من مجموعات وتيارات مؤثرة ومتغلغلة في المجتمع السوداني.. حتى وان انكرت قحت المركزي ذلك او عمدت على التقليل من شان المناهضين للاتفاق.
¤ يوقن البرهان ذلك من واقع تجربته وخبرته الكبيرة في معرفة تباينات وتقاطعات الشارع السوداني.. ومن واقع التقارير المهمة التي تضعها امامها الاجهزة النظامية .. خاصة جهاز المخابرات بقيادة الفريق اول احمد مفضل.. واجمالا لذلك كان مسعاه للتوسط بين (القحاتة).
¤ على الاقل وساطة تكون نتائجها الخروج ولو باقل الخسائر .. في ظل رعونة قحت والغشاوة السياسية التي تغطي عينيها من تفحص الواقع برؤية اكثر عمقا.. وادارك للوضع الذي ينذر بالخطر والذي وصلت اليه البلاد.. منذ البدء لم يكن هناك مبرر لوساطة البرهان لو تحلت قحت (بالادب السياسي) واظهرت ولو قليل من (الوقار الوطني).
¤ رفع البرهان يده من عبث قحت وحالة (الطيش السياسي)، التي ظلت ملازمة لها منذ ظهورها على سطح الاحداث.. ستجد قحت نفسها مرغمة لاجل التوصل لاتفاق مع بعض الاطراف مثل قحت الكتلة الديمقراطية.. وربما في يوم ما مع الاسلاميين.
¤ السياسة هي فن الممكن.. ولا تعرف قحت تلك القاعدة البسيطة.. وعليها ان تتحمل تبعات ذلك وان تدفع قيمة الفاتورة السياسية..
¤ ومهما يكن من امر ستصحو قحت ولن تجد (كبير) يتوسط اليها.