صلاح الدين مركز يكتب:.. السودانيون لا يُقتلون لأنهم طالبوا بحكم مدني… بل لأنهم سودانيون

0

 

 

لم يُقتل السودانيون لأنهم خرجوا يهتفون للمدنية. لم يُقتلوا لأنهم تظاهروا ضد العسكر. الحقيقة أقسى من ذلك: السودانيون يُقتلون لأنهم سودانيون، ولأنهم في موقع جغرافي تُديره شهية المصالح، لا روابط الدم أو الدين أو الجوار.

 

 

 

 

في كل صباح، يُقتل السودانيون برصاصٍ أُطلق من سلاحٍ عربي، وبتمويلٍ عربي، وتحت أنظار عالم يتقن فنّ التفرّج. لا عصمتهم رابطة الإسلام، ولا شفع لهم انتماؤهم العربي، ولا شفع التاريخ الذي قدّم فيه السودان لدول الخليج ما لم يقدمه الغرب.

 

 

 

 

هل نسي الناس أن آلاف الأطباء، المهندسين، المعلمين، والعمال السودانيين ساهموا في نهضة الخليج؟ هل نسوا أن السودان فتح حدوده وقلوبه في زمن الشدة، دون انتظار مقابل؟

 

 

 

ورغم ذلك، حين اشتعلت الحرب، لم يُرسل لهم العرب شحنات الغذاء أو الأدوية. أُرسلت البنادق، والذخائر، وتمويل النزاع، وتكريس الفوضى. المال العربي اليوم لا يُنفق من أجل السلام في السودان، بل من أجل تهجير أهله، وتفكيك نسيجه، وسحق أحلامه.

 

 

 

 

ما يحدث في السودان ليس صراعًا أهليًا محليًا. إنه حرب تُدار بالأدوات المحلية لخدمة أجندات خارجية. وإن كان بعض السودانيين قد أخطأوا في الصمت أو الانقسام، فإن الجريمة الأصلية لا تقع على عاتقهم وحدهم.

 

 

 

نحن لا نطلب من العالم أن يبكي علينا، بل أن يتوقف عن تمويل قتلنا.

لا نطلب عطفًا، بل عدالة.

لا نطلب مفاوضات، بل كبحًا للأيادي التي تؤجج نيران الحرب كل يوم.

السودانيون شعب كريم وصابر. لكن للصبر حدود. والتاريخ لا يغفر لمن يطعن جاره من الخلف.

اترك رد