عبدالماجد عبدالحميد يكتب.. حوار علي كرتي ..السير علي أشواك الحقيقة المرّة (ورقة أولي)

0

• شدّني حوار الأخ الأكبر علي كرتي مع الإعلامي المتميز الطاهر حسن التوم والذي يستحق تهنئة من القلب علي نجاحه في تسيير دفة الحوار وطرح أسئلة بطريقة عميقة أثبتت علو كعبه في ميدان الحوار التلفزيوني ..

 

• كان علي كرتي حاضراً في الحوار ..بدا الرجل واضحاً في إجاباته علي الأسئلة ..لم يتلعثم ..ولم يتردد في إجاباته وكان عميقاً ومدهشاً بحق في طريقة التعبير عن نفسه وأفكاره ..وأثبت أنه حاضر ومتابع لأدق تفاصيل المشهد السياسي داخلياً وخارجياً ولديه احاطة مدهشة بمايجري من حوله ..

 

• كان لافتاً أن علي كرتي وبرغم الإعياء الذي بدا علي محياه ، إلا أن طريقة عرضه لحديثه جعلت من تابعوا الحوار يركزون علي قوة طرحه وبساطة وأناقة مظهره ..

• هذا من حيث شكل وهوامش الحوار الذي حبس أنفاس الخرطوم اليوم وحظي بمتابعة لم ولن يحققها حوار سياسي في المدي القريب ..

• أما من حيث الجوهر فهنالك نقاط وحقائق أساسية لابد من الإشارة إليها في أكثر من ورقة وملاحظة سنكتبها تباعاً..

 

• مما استغربته في حوار الأخ علي كرته تأكيده علي توقعه المسبق لسقوط الإنقاذ ..وكيف أنه بذل النصح مع آخرين لمنع التدهور نحو هاوية السقوط ..والحقيقة المرة هنا أنّ الرجل كان أحد الذين اصطفوا في خانة الدعوة المباشرة لسقوط الإنقاذ ..ومما يعلمه كثيرون أن علي كرتي لم يكن يكتفي بدور الناصح فقط ..وإنما شرع مع آخرين في الترتيب لمرحلة مابعد سقوط الإنقاذ ..ولعلّ من تابعوا الحوار لاحظوا كيف أنه ظل يردد كلمة التغيير وتحاشي التركيز علي كلمة السقوط !!

 

• أخطر مافي حوار كرتي اليوم الاعتراف غير المعلن بأنّ ماقامت به اللجنة الأمنية كان خيانة مكتملة الأركان !!

 

• هاجم كرتي ماقامت به اللجنة بضراوة ..وكان مفاجئاً لي أن يرمي كرتي علي مجموعة صلاح قوش (دون أن يسميه )باللائمة ويحمل أعضاءها وحدهم الخطأ التاريخي في خيانة مشروع الإسلاميين والتعجيل بطي صفحاتها بتلك الطريقة التي سردها علي كرتي ..

 

• بعد حديث كرتي للطاهر التوم لم يعد هنالك مبرر لسرية تقرير لجنة البروفيسور عبدالرحيم علي والتي إنتهت إلي ذات النتيجة التي لم يقلها كرتي صراحةً ..لكنه قالها بوضوح لايقبل أي تأويل آخر ..الخيانة ..

 

• فوجئت حقاً بماقاله علي كرتي عن علاقته بالفريق البرهان ..لا أود الدخول في مسامات جلد إجابته علي سؤال الطاهر عن هذه العلاقة التي اختصرها كرتي في لقاءات عابرة مع الرجل الأول علي رأس المكون العسكري الذي كان حديث كرتي عنه تكتيكاً سياسياً بامتياز لأنه لم يكن حريصاً علي مهاجمة الحرية والتغيير وفي ذات الوقت رمي حليفها العسكري بالحجارة !!

 

• مما استغربته في الحوار التبسيط الذي بسطه كرتي عن الظروف التي وضعته علي كرسي أمانة التكليف في الحركة الإسلامية ..ليس سراً أن الرجل تمدد أكثر من المساحة التي كان مطلوباً منه أن يتحرك فيها وهو ما أحدث جملة خلافات ومواقف واضحة بينه وبين قيادات

 

فاعلة في المؤتمر الوطني وحتي الحركة الإسلامية ..خلافات ليست في قضايا ومواقف شخصية وإنما في كيفية إدارة الداخل التنظيمي والمشهد السياسي بعد سقوط الإنقاذ ..سرّني جداً حرص كرتي علي ضرورة تجاوز الخلافات مع كثيرين داخل الحزب والحركة ولعلّه بإجاباته هذه قد صبّ ماءاً علي نارٍ ذهب بعض المحيطين به علي اشعالها بجهلٍ وسؤ قصد ..أعني بهذا صراحة الذين رفعوا أصواتهم بضرورة إقصاء حزب المؤتمر الوطني من الراهن السياسي واهالة التراب عليه بعد سقوط البشير ..

 

• ربما لم يسمح ظرف ووقت الحوار بالتعرف عن قرب علي رؤية علي كرتي للمستقبل ..تركيزه علي ثنائية الحركة والحزب من جهة ..وإشاراته هنا وهناك لتحالف إسلامي وطني عريض يجمع كل أهل القبلة في السودان .. كل هذه عموميات لم يسعف الوقت الطاهر وضيفه للتفصيل فيها وهو ما يتوجب علي أجيال الإسلاميين الصاعدة التركيز عليه ..

 

• هذه ورقة أولي علي هوامش متن حوار سياسي متميز كان فيه الضيف براغماتياً في أكثر من إجابة ..كان حريصاً علي المشي علي أشواك الحقيقة دون أن تطعن قدميه ..
• وللحديث صلة..

اترك رد