¤ كان متوقعا من الاتحاد الافريقي لفت انتباة الجميع لعمل الآلية الثلاثية .. اذ سرعان ما اودع مبعوثه الى السودان ود لبات رسالة في بريد الامم المتحدة ومبعوثها فولكر بيرتس انهم ليسوا (تمومة جرتق) في الآلية التي جمعتهما والايغاد .. لمعالجة المشكل السوداني.
¤ كان فولكر يقدم ود لبات حتى عند اجتماعهم برئيس السيادي ويجلس بعيدا .. بينما كان يعمل وبهمة في اتجاة حصر الحوار بين العسكريين واربعة مكونات (قحت المركزي ، تجمع المهنيين ، الشيوعي ولجان المقاومة).. لكن اضطر للتراجع عن فكرته بعد ضغوط من الاسلاميين ومناصريهم الذين خرجوا له في مليونية حاشدة في (26 يناير) الماضي.
¤ وكذلك بعد الانشقاق الذي تعرضت له قحت مثلها واي حزب سوداني.. لكن اعتقد ان فولكر تبنى حوار (روتانا) على مضض.. ولم يكن متحمسا له ..والذي (فرملته) واشنطن عندما قلبت الطاولة بدفعها للمنظومة العسكرية وقحت المركزي للجلوس بمقر اقامة سفير خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم .. وتم تأجيل حوار (روتانا) الى أجل غير مسمى.
¤ وفي ذلك اشارة الى احتمال قيام حوار ثنائي مجددا بين المنظومة العسكرية وقحت المركزي .. وهذا يعني اعادة تطبيق سياسة الاقصاء .. ولذلك حذر رئيس حركة التحرير مني مناوي من مايجري الان .. بل والمح الى امكانية العودة الى مربع الحرب.. وهذا امر يجب ان يضعه فولكر ومن خلفه في الاعتبار.
¤ تخوفات مناوي ومناهضو (اربعة طويلة) حيال خطوة واشنطن بجمع شركاء الامس مشروعة .. فالثنائية مؤشر لعودة الاطراف الى مرحلة ماقبل 25 اكتوبر .. لكن الامر غير المرئي في لقاء كافوري بين المنظومة العسكرية وقحت أنه قد يكون خصما على العسكريين أنفسهم .. يخرجهم من (القصر) و(الوزارات).. ويصل بهم في نهاية المطاف الى (الثكنات) ان لم يعرضهم الى (الاعتقالات).
¤ معلوم ان واشنطن وحلفاؤها يريدون سودان علماني ديمقراطي .. وقحت تملك الشجاعة حد الوقاحة في تحقيق ونشر العلمانية في السودان تحت غطاء المدنية المزعومة.. وشرعت في ذلك اثناء حقبتها الغابرة .. بتعديل للقوانين بواسطة وزير العدل نصر الدين عبد الباري القادم للوزارة من الولايات المتحدة..
¤ وتتفق دول الخليج مع قحت في مشروع القضاء على الاسلاميين.. ولكن تختلف معها حول مسالة الديمقراطية .. وإن كان قحت نفسها كاذبة في هذا التوجة .. وهو مجرد شعار لديها مثل كثير من الشعارات التي تروج لها مثل (سلمية) .. وكل ماتقوم به من مظاهرات ومواكب لا علاقة لها لا من قريب او بعيد بالسلمية.. مثل شعار (حنبنيهو) اذ عملت قحت عكسه تمامآ.
¤ حسنا .. ان الوضع غاية في الخطورة.. من حلال حالة التشاكس الماثلة .. واي محاولات لازاحة العسكريين نهائيا من المشهد .. هذا مؤشر لتعقيد في الساحة .. دول الجوار يقودها رؤساء ينحدرون من المؤسسة العسكرية .. لذلك تجدهم متحمسون لقيام انتخابات مبكرة في السودان.. والتي بكل حال لو تمت ستحمل المشير – حينئذ – عبد الفتاح البرهان الى كرسي الرئاسة.
¤ ومهما يكن من امر فالفرصة لازالت مؤاتية لتوافق الجميع .. شريطة توفر قدر كبير من الاخلاق لدى الجميع .. وكما قال سعد زغلول ( نحن لسنا محتاجين إلى كثير من العلم، ولكننا محتاجون إلى كثير من الأخلاق الفاضلة).