مبارك اردول يكتب.. اعتداء شمبات ليس الاول ولن يكن الاخير اذا لم نتحرك
ظلت عدد من القوى السياسية صامتة حيال الاعتداءات المتكررة على دور ومنابر ومناشط لقوى سياسية مختلفة معها بل كان البعض يتواطئ بالصمت وعدم الادانة واخرين يبررون للمعتدين الي ان حدث بالامس على ندوة المركزي بشبمات ، لا اريد الاتجاه للادانة الجنائية لانها معالجة قاصرة ومحدودة ولكن علينا بالادانة الاخلاقية لكي نتخذ اجراءات وقائية غير علاجية.
دعني اقول اننا كلنا مسؤولون عن ذلك بالصمت تارة او التشجيع او الشماتة تارة اخرى ، فتخريب وتسميم الاجواء السياسية لم يبداء بالامس فقط فقد سبقته اعتداءات كثيرة في صالة قرطبة ومنبر أتني وفي الفاشر وعلى دار حركة جيش تحرير السودان بالموردة وعلى اعتصام القصر ، ولن ينجوا منا احدا طالما ظل الحال هكذا دون علاج.
علينا جميعا صون الفضاء السياسي العام وتنقيحه من مثل هذه الاحداث والافكار المتطرفة باسم الثورة والتغيير فانها خطرة عليها من اي فعل اخر ، فضلا عن ان هناك بعض القوى السياسية (كانت في السلطة) تتفاجا اليوم بمثل هذه الاحداث وهي نفسها من كانت ترى كادرها محموما بالاعتداء على الاخرين حتى ولو لفظيا مهيئة الاجواء لارتكاب التخريب وظلت صامتة كانه لا يعنيها الي ان حدث لها وهي خارجه الان.
معلوم ان الاعتداء دوما يسبقه خطاب كراهية وتخوين يبتذل ويبخس مايقوم به المعتدى عليه بل ويشرعن اي عملية ضده ويجعلها حتمية وعندما تحين لحظة التنفيذ يكون الامر في غاية السهولة هذا اذا لم يصور الاعتداء نفسه كفعل ثوري ويصبح المعتدي كبطل.
ان خطاب الكراهية المنتشر دون كوابح يجعل كل الحياة السياسية تحت مرمى نيران الاعتداءات والتخريب وكل منا ينتظر دوره او لم يحن وقته وما نخشاه ان يتطور الى عنف باليات جديدة اكثر ايلاما وتعطيلا ، وما الدول التي وصلت مرحلة الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية لم تكن لتصل اليها الا انها تجاهلت او شجعت مثل هذا السلوك في وقت ما، فلذلك علينا ان نجد الية مشتركة او ميثاق او مشروع سميه ما شئت لوقف وبتر مثل هذه التوجهات حتى لا نبكي جميعا غدا لتفويت هذه الفرصة.
الخلاف السياسي مشروع وقائم ولكن كيفية ادارته وتناوله يظل هو مربط الفرس ولغة النهي والتوبيخ يجب ان تظل حاضرة صونا لحياتنا العامة .
مواجهة هذه التصرفات بشجاعة وحلها افضل من دفن الروؤس في الرمال.