لأول مرة في تاريخ السودان تتم اقامة مشروع مياه متطور بهذه الطريقة ، لأول مرة تدخل تقانة حديثة في مجال شرب المياه لأهل الريف السوداني فقد كانوا يشربون (بالرشا) و(الدلو) وهاهم اليوم يتعرفون على أحدث الطرق لاقامة شبكة مياه ريفية متطورة تقنيا وعلميا ، فقد سخر الله بنك التنمية الأفريقي وشركة (ويلز) ليقومان بأعظم عمل تشهده البلاد في السنوات الأخيرة في مجال المياه ؛ نعم أعظم عمل لأنه يسقي الإنسان والحيوان وينبت الزرع والضرع..!!
وتتلخص الفكرة في أن شركة ويلز تقوم بتجميع المياه في حوض خرساني كبير سعته ( 3100) متر مكعب) لتضخ منه الطلمبات الطاردة وعبر خطوط ناقلة تضخ المياه إلى مسافة 70 كيلومترا ، تبدأ من منطقة (أم البدري) شمال شرقي مدينة النهود وتغطي كل القرى التي تمر بها الشبكة وتنتهي عند منطقة (عيال بخيت) في أقصى الشمال، وتتفرع من الخط الرئيسي خطوط فرعية بطول 17 كيلومترا ثلاثة عشر محطة مياه على طول الخط الشمالي وخط مياه آخر من (جبل حيدوب) إلى منطقة (كنجارة) بطول 70 كيلومترا، وهو ما يعرف بالخط الغربي، وتنميز هذه الخطوط بأحدث تقانة مياه يتم العمل بها في البلاد ، فقد استخدمت فيها التقنية الرقمية ( نظام الاسكادة ) في التشغيل و الطاقة الشمسية والكهرباء العامة ومحطات توليد كهربائية و طلمبات مياه غاطسة و طاردة اوربية الصنع وفقا لما أكده لي مدير المشروع الأستاذ محمد احمد الزين حامد، الذي قال انهم جلبوا أحدث المواصفات لخدمة الانسان بالمنطقة..!!
صفوة القول
أعادت شركة ويلز امل جديد في وجدان أولئك الكادحين، الكادحين الذين انحصرت آمالهم وطموحاتهم فقط في الحصول على مياه صالحة للشرب وتلاشت من أمام أعينهم كل ملزات الحياة وجمالياتها لأن الماء هو أساس الحياة، بل الماء هو الحياة نفسها لذلك وصف الله سبحانه وتعالى الأرض بوصف الجمال حينما قال (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت)، فحسنا فعلت شركة ويلز وهي تقوم بهذا العمل الجميل فقد أحيت بذلك الأرض وأعادت الأمل في أفئدة أناس يئسوا من الحياة بسبب العطش، وصنعت بذلك بسمة وأملا في َواقع كان عبوسا قمطريرا – وما نرجوه فقط أن يستمر المشروع ليغطي بقية السودان وخاصة مناطق دار الريح بشمال كردفان حيث هناك تحط أزمة العطش جحافلها، وفي بعض المناطق فيها يصل عمق المياه لأكثر من ثلاثين متراً، والله المستعان .