¤ لم يأت رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بجديد وهو يحذر في عيد الجيش .. وهي سانحة لنحيي حماة الوطن، جيش السودان بالعيد الثامن والستين.. لا تحتاج تحذيرات البرهان لتبيان، بإن أوضاع البلاد لا تحتمل التشرذم والتفرقة.. او إن الوقت يتسرب من بين أيدي الجميع، كما قال.
¤ وضع مخيف ماثل بالبلاد.. تشهد الساحة السياسية حالة من التناحر والتشظي.. والتخوين والترهيب والاستنصار بالاجنبي، والعمالة .. مع تردي مريع في الخدمات من كهرباء وصحة وتعليم.. وغلاء فاحش وسوق (مولع نار) حرق جيب ويد المواطن.
¤ لم يتسرب الوقت منذ اجراءات 25 اكتوبر المعروفة كما تزعم قحت .. ولا بعد قرارات البرهان بانسحاب المنظومة العسكرية – لا الجيش وحده – من مضمار السياسة .. بل تسرب بعد ذهاب الانقاذ بقليل منذ تلكؤ قحت في التوصل لاتفاق مع المجلس العسكري حول ترتيب شكل المرحلة الانتقالية.
¤ اوهمت قحت نفسها انها اسقطت الانقاذ وازاحت المشير البشير .. وجلس قادتها مع الشباب (المخموم) – ارجو ان لا يحذف احدكم الميم الاولى في الكلمة بين المزدوجتين.. جلسوا يحتسون الشاي (ومعاو) كيكة .. ويتسامرون وينشدون الشعر ويلتقطون (سيلفي) في محيط القيادة.. ويطالبون القوات المسلحة بتسليم السلطة.
¤ ومضت اكثر من اربعة اشهر حتى فاقت قحت من سكرتها ووقعت اتفاق شراكة مع المنظومة العسكرية.. عبر وثيقة لا قيمة لها سرعان ما خرقت .. وعادت السكرة مرة اخرى لقحت.. تقاسمت السلطة مع العسكريين والضحكات مع حميدتي وتشكو اليه حالها في الغرف المغلقة.. وتخرج للعلن لتقود حملة شيطنة لكل القوات النظامية دون استثناء.
¤ تسرب الوقت منذ ارتكاب قحت اكبر جريمة في حق الشعب السوداني ، باختيار رئيس وزراء فاقد ل (اللون والطعم).. كان المنصب اكبر منه مثل ملابسه التي كان يرتديها.. لم يشعر يوما بهموم واوجاع المواطن .. اغرق السفينة في بحر البنك الدولي وقفز منها.. وغادر البلاد ووجهه غارق في ابتسامة صفراء كذوبة.
¤ تسرب الوقت ، منذ جاء ذاك (الحمدوك) بوزراء ، كانهم غرباء .. سكنوا (الفنادق) وعادوا من هم في الثغور و (الخنادق).. بل استعدوا الشعب السوداني بتغيير القوانين وجعل الشارع متبرجا.. وعملوا على الاستقواء بالخارج وقبض (المرتبات)، ب (الدولارات).
¤ تسرب الوقت منذ دخلت قحت في صراع جديد حول السلطة مع الحركات المسلحة لاكثر من عام .. في سابقة غريبة بان يتحاور اهل البيت فيما بينهم .. وقد زعمت قحت او الحركات – سيان – انهم منظومة واحدة تحت لواء قوى الحرية والتغيير.
¤ تسرب الوقت منذ بدأ حمدوك وجماعته في خداع الشعب السوداني بان السودان كان دولة منبوذة.. بينما أي مؤتمر للمانحين في حقبة الانقاذ سواء في اوسلو او الدوحة او الكويت او الخرطوم حقق عائدات اكثر مما حققها مؤتمري برلين وباريس.. بل ان المانيا حاضنة المؤتمر دفعت في مؤتمر انقاذي أكثر مما دفعت لحكومة قحت.
¤ تسرب الوقت منذ تركت قحت ادارة الدولة وتفرغت للتشفي والانتقام ومصادرة الممتلكات دون وجه حق وتشريد العاملين وممارسةالاغتيال المعنوي الممنهج عبر لجنة التمكين – سيئة السمعة-.. ترك (القحاتة) دواوين الدولة واصبحوا يمضون يومهم في مقر لجنة التمكين مع شلة وجدى ومناع وبابكر فيصل .. الكل يصفي حساباته الشخصية القديمة بادوات اللجنة.. بطريقة لا تخلو من اساليب صبيانية ولصوصية.
¤ تسرب الوقت منذ ان مارست قحت (السواقة بالخلا) وهي تنسب كل فشل ذريع لها للنظام السابق.. حتى صورت الاسلاميين وكأنهم قوة خارقة ، اغلقوا الدولة من خلفهم بمفتاح واخذوه معهم الى سجن كوبر.
¤ تسرب الوقت منذ طرحت قحت بطريقة خبيثة الشعار الزائف (حرية سلام عدالة) الذي لم تنزله لارض الواقع .. وتعمدت عدم تشكيل البرلمان لتكون هي الحكم والرقيب.. تسرب الوقت وهي تفرق الشباب (المسيس) من كوادر تنظيماتها في الشوارع لتحريك شباب غير منظم يحلم بغد اجمل.. عطلوا حياة ومعاش الناس بالتتريس وحرق اللساتك.. مع ادعاء السلمية.
¤ تسرب الوقت منذ الفشل الذريع لحكومة حمدوك اضطر معها الاخير لحلها .. واستحداث عشرة وزارات في الحكومة الجديدة .. بعد ان كانوا يسخرون من ترهل حكومات الانقاذ.. وكانت الحكومة (القحتاوية) الجديدة كسابقتها، استكملت حلقات الفشل وتلاوم وزرائها فيما بينهم.
¤ تسرب الوقت منذ فشل قحت في تكوين مجلس قيادي .. وعجزها في امتلاك مرجعية تحسم بها خلافاتها الداخلية التي اضرت بالبلاد.. وادخلتها في دوامة الصراع والتشظي المستمر.. واخره امس بين مالك عقار وجماعته.. تسرب الوقت ولا يزال وقحت لم تتغير.
¤ ومهما يكن من امر قد تتغير قحت او يتغير الواقع (لو دقت المزيكا وكل فار دخل جحرو) كما قال المشير البشير اواخر ايامه.
*سبب أخير*
نكتب غدا بحول الله عن نادي النيل العالمي