فتح الرحمن يوسف يكتب.. دكتور جبريل إبراهيم (عندما ينطق الحكماء) 

0

 

لم أجد رجلا تعرض للهجوم الممنهج ورديئ الأدوات والأساليب أكثر من الدكتور جبريل إبراهيم من قبل مجموعات تعودت علي إغتيال شخصيات من يخالفوهم الرؤي وهؤلاء لعمري أقذر من أنجبتهم السياسة السودانية .

بدأت الحرب علي الرجل منذ توقيع اتفاق جوبا خاصة بعد خطابه الشهير والذي أوضح فيه منهج الحركة التي ينتمي إليها وهو منهج قائم علي الوحدة والعدل والمساواة والتسامي فوق الجراحات والتعويل علي إرادة السودانيين أنفسهم لا إرادة الخارج .

أخذ أعداء الرجل إتفاق جوبا ذريعة دون أن يطلعوا الشعب علي تفاصيله وصنعوا به خطاب كراهية مفاده أن جبريل ورفاقه أتوا بهذا الإتفاق لينهبوا خيرات السودان لصالح دارفور في كذبة انطلت علي العامة الذين لم يقرأوا الإتفاق فسار قطيع من الجهلاء خلف ترهاتهم ينعقون دون الأخذ في الإعتبار حساسية الأمر الذي بموجبه حدثت العديد من الشروخات في نسيج المجتمع بسبب خطاب الكراهية المتبادل هنا وهناك والذي أسس له هؤلاء بكذبهم وعنصريتهم وأساليبهم القذرة .

ذات الإتفاق الذي عقد في جوبا عقد مسارا خاصا لأهل الشمال وجُعل مفتوحا ليضيف إليه أهل الشمال مؤتمرين مايريدون فكان أولي لتلك الأحزاب وقطيعها المناوئ بدل اعتماد خطاب الكراهية المعلب في نقد اتفاق جوبا دون قراءة محتواه وشرحه للعامة كان أولي أن ينظروا لمكتسباتهم فيه ويأتمروا ليضيفوا مايريدون ولكن سوء الطوية والنوايا هي التي تسوقهم سوقا لإستهداف شخصيات بعينها وأولها كان دكتور جبريل.

كنت أتمني أن تفتح نقاشات حول اتفاق جوبا وسط أهلنا في الشمال لتنوير العامة ببنوده ليعرفوا حقيقة تلك الأقاويل ولكن لأن أصحاب الحملة ضد الإتفاق مجرد جهلة وقطيع فإن الخطاب المناوئ له دائما يكون تعميميا دون تفصيل ودائما تفوح منه رائحة الكراهية النتنة.

تلك الأحزاب عرفت تماما أن أمثال جبريل بصمتهم المعقول عن توافه القول وصغائر الأمور رجلا يملك من التسامي والتسامح ورحابة الصدر وسعة الأفق إنما يشكل خطرا علي مستقبل أحزابهم المجهرية لذلك فإن تشويه صورة الرجل ربما تقلل من هالة الوقار و الإحترام المتبادل بينه وبين هذا الشعب الكريم الذي يعرف جيدا قيمة أبنائه وقدرهم.

كانت الميديا ولا تزال تضج بالسخرية من خلال رسومات كاريكاتيرية نتنة المحتوي وأقاويل مفبركة علي لسان جبريل والرجل صامت صمت الحكماء لا تهزه ريح ولا تقلل من عزمه علي المضي قدما حيثما يريد لخير هذه الأمه فقوافل الوعي و المحبة والسلام والوحدة من يقودها يجب ألا يثنيه عن المسير عواء.

عندما قررت قلة من القوي السياسية الانفراد بالمشهد السياسي تحت حماية الأجنبي قرر الرجل ألا يوافق لذلك جاءت احاطة فولكر الأخيرة تحمل الفرية والتحيز الواضح لقوي سياسية صغيرة ومهاجمة حركة العدل والمساواة وتحمل الهمز واللمز لشخص جبريل.

الرجل ظل صامتا لا يتحدث إلا حين يكون للكلام جدوي خاصة عندما يتعلق الأمر بسيادة الوطن واحترام إرادة أبنائه فحقا سررت بالتغريدة المختصرة والمعبرة عن حال الوطن

وبعض قواه السياسية الوضيعة المستلبة التي ارتضت لنفسها ولشعبها أن يدير قرارهم نكرة أجنبي مثل فولكر .

كان يمكن لجبريل إن كان ينشد مجدا لنفسه أو لتنظيمه أن يبصم كما بصم غيره علي الإتفاق الإطاري الذي حفظ له اتفاق السلام كاملا دون حتي تعديل حرف واحد ولكن لأن للرجل نخوة تأبي سطوة المستعمر ولأن للرجل سعة صدر وقبول للآخر أبي إلا أن توسع دائرة الحوار بين السودانيين إلا من أبي وإلا من إستثنته ثورة ديسمبر (المؤتمر الوطني) لأن التاريخ دون ذلك سيعيد نفسه وسيطل الخلاف برأسه من جديد فأي اتفاق خلال الفترة الانتقالية دون الاستناد علي قاعدة عريضة من القوي الداعمة وحالة واسعة من التراضي لن يؤدي إلي استقرار .

عندما عاد جبريل الي الداخل وجد قوي الحرية والتغيير غيبت إرادة الشارع ووقعت بليل مع العسكر شراكة جعلت للعسكر سطوة كما لقوي الحرية والتغيير لعاعة من السلطة وللشعب فقط الدموع والدماء لذلك فإن أول ماسعي له الرجل هو توسيع دائرة المشاركة لتشمل كل السودانيين ماعدا المؤتمر الوطني ولكن كانت تلك الأحزاب لا تلقي لحديثه بالا حتي وقع الفأس علي الرأس.

والآن يتكرر ذات المشهد والرجل ثابت عند موقفه الداعي لتوسيع دائرة المشاركة ولكن لإعتقاد قوي الحرية والتغيير إن مشاركة الآخرين الأكثر فعالية وحضور في المشهد ستخصم من نصيبهم في السلطة والقرار ظلوا يكيدون للرجل ، حتي فولكر وعداءه الأخير في احاطته ليس لشئ سوي أن جبريل ورفاقه رفضوا تدخله السافر في الشأن الداخلي السوداني وتنصيب نفسه ألفة علي أبناء الوطن ولأن جبريل لم يوقع طائعا علي كراسته التي وقع عليها الآخرون .

تابعت مواقف جبريل وخطاباته منذ عودته الي حضن الوطن حتي اليوم فلم أجد غير الحكمة والإتزان والوطنية وهذه صفات رجل الدولة الذي لا يخضع لأهوائه الشخصية ولا لإنتماءاته الضيقة ولا لإملاءات الأجنبي الذي يريد أن يمرر أجندته علي السودان وشعبه ، فرجل مثل جبريل مثلما حق له أن يهنأ باحترام من يعرف قدره فليهنأ بعداء المستلبين للمستعمر قصيري الرؤية ضيقي الصدر وقليلي الاستيعاب لمستقبل دولة مثل السودان لن تستطيع قلة إدارة شأن شعبها حتي وإن إستأسدت علي الآخرين بسند الخواجة وصولجانه ووعوده السراب .

اترك رد